English (United Kingdom)Arabic(سوريا)
YOU_ARE_HERE home famous droubi members عبد الحميد باشا بن سليم الدروبي (1263هـ/ 1846م – 1918م):

عبد الحميد باشا بن سليم الدروبي (1263هـ/ 1846م – 1918م):

E-mail Print PDF
There are no translations available.

 

 

من أكابر رجالات حمص و أعيانها و وجهائها و ذواتها و له أياد بيضاء كثيرة على أهل حمص و قراها، و قد قال عنه محمد علي باشا في كتابه "الرحلة الشامية" صفحة     130: (و أنا أعرف أن سعادة عبد الحميد باشا الدروبي قد اشترى من جميه هؤلاء الناس (أهل حمص) أفئدتهم و ملك نفوسهم بما يسديه إليهم من معروفه و ماله، فهو في تلك المدينة بمثابة والد شفيق لكل الناس).
عمل خلال حياته بالتجارة و شغل مناصب حكومية عدة منها منصب القائمقام و رئيس بلدية حمص عدة مرات و رئيس غرفة التجارة بحمص ثم بعد منحه لقب الباشوية من قبل السلطان عبد الحميد شغل أيضا منصب كناظرا للأملاك السلطانية.


مرسوم وسام التقدير العثماني لعبد الحميد باشا


 

ويتحدث عنه الباحث التاريخي "نعيم الزهراوي" في كتابه (الجذر السكاني الحمصي) جزء(6) أنه: "بعد أن تلقى تعليمه على يد علماء "حمص" تسلّم عدة مناصب رفيعة في "حمص"، و استلم رئاسة غرفة التجارة. امتاز ببعد النظر و رجاحة الرأي، و كان له حظوة تامة لدى رجال الدولة العثمانية حاز على لقب الباشوية من الباب العالي العام /1901/. و كان محط أنظار رجال الدولة و قد وجه أولاده إلى العلم فكان "محي الدين بك" عضو مجلس إدارة في "حمص" عام /1867/، و "صبري بك" و "محمد نوري بيك"، و "علاء الدين " الذي تلقى علومه في "حمص" و تابع تحصيله في المكتب الملكي في الأستانة، و بعد تخرجه عيّن قائم مقام في تركيا، ثم متصرفاً، ثم عاد إلى وطنه، و عمل مع الوطنيين على تأسيس الدولة السورية، و اشترك في الوزارة التي شكلها "هاشم الأتاسي، ثم أصبح رئيساً للوزراء في عهد الملك فيصل".
و يتحدث كتاب (يوميات مطران "حمص" للروم الأرثوذكس) للباحث "نهاد سمعان" عن "عبد الحميد الدروبي" أنه: «لعب دوراً هاماً في إدارة شؤون البلدة إذ انتخب عدة مرات لمجلس الإدارة، و ترأس البلدية عدة مرات،  بتعليماته تم إشادة الكثير من المشاريع العمرانية أهمها جامع "خالد بن الوليد" بشكله الحالي، حين أوفد "السيد "نايف خزام" إلى مصر لينقل تصاميم جامع "محمد علي باشا" في القلعة و قد تم تنفيذ ذلك بكل إتقان، و هو من الروعة بحيث يعتبر مفخرة لكل أبناء المدينة.
و كان قد حصل خلاف بين القائم مقام و وجهاء المدينة في "حمص" نتيجة الأعمال التعسفية التي كان يقوم بها القائم مقام، فبادر "عبد الحميد الدروبي" (لم يكن باشا آنذاك) إلى تنظيم عريضة وقعها الحمصيون من كل الطوائف و الأديان، و عدد فيها الأعمال الجائرة التي ارتكبها القائم مقام، و أخذها بيده إلى الأستانة في 15 آذار1889 ، و لقد أسفرت هذه العريضة عن عزل القائم مقام "إحسان بك" و رحيله عن المدينة في (14 تموز) ليحل محله "محمود بك الشلبي" الحيفاوي الأصل، كقائم مقام جديد.
و كان "عبد الحميد الدروبي" محبوباً من قبل أهالي "حمص" للكثير من مواقفه الإنسانية النبيلة، و من القصص الإنسانية التي تروى عنه كما ورد في كتاب (حوارات في عالم الغيب) للأستاذ "إدوار الحشوة" أنه: دخل مرة منزل "عبد الحميد الدروبي" فقراء من فلاحي قرية "الدوير" المتاخمة لمدينة "حمص" و قد كانوا مسيحيين، استنجدوا به و طلبوا مساعدته، و كانوا خائفون على حياتهم، فاستقبلهم و سمع قصتهم. حيث كانوا يعيشون و يعملون في قريتهم ذات الأرض الخصبة، و الإنتاج الوفير، هذه القرية أثارت الطمع لدى عائلة إقطاعية في المدينة، فاعتدت على أهلها و هجرتهم، تحت ستار من التعصب الأعمى، لإخفاء رغبتهم في الاستيلاء على أملاك الغير دون أدنى حق. فجاء "عبد الحميد الدروبي" برجل مسيحي حمصي هو المعماري "سليمان الحشوة"، كان مقرباً من "الدروبي"، و كان يعمل في حفر أساسات الرواق الشمالي لجامع "خالد بن الوليد"، و أعطاه "تنكة" و قال له: "تعال غداً إلى منزولي، و أعطني هذه التنكة أمام الناس و قل أنك وجدتها أثناء الحفر و انصرف". و فعلاً قام "سليمان" بالواجب و أحضر التنكة أمام عليّة القوم، و سلّمها لـ "عبد الحميد الدروبي"، فمسح عنها التراب، ثم أظهر الدهشة، و لم يبلغ الناس بفحواها.
فدعا "الدروبي" فوراً كبار الإقطاعيين من العائلة الغاصبة، و اختلا بهم في الغرفة المجاورة، و أبلغهم بمحتوى ما كتب في التنكة، حيث فيها، أن عدة قرى من أخصب قراهم (أي الغاصبين) هي لوقف مسجد "خالد"، فرفضوا ذلك لملكيتهم لها منذ عقود، فقال "الدروبي" أن "ما وجد في أرض المسجد، لا أحد سيجادل بصحته، و عليهم تسليمها للوقف"، فطلبوا منه حلاً ليتجنّبوا ألسنة الناس، كون العدوان على الوقف بالدين من الكبائر. فأخبرهم بأن الحل جاهز: "تعود الدوير لأهلها .. تعود التنكة لأساساتها". فوافق الإقطاعيون على ذلك، و عاد أهل الدوير إلى قريتهم مكرّمين، يدعون لـ "عبد الحميد الدروبي" بالخير و طول العمر.
المراجع:
كتاب الجذر السكاني الحمصي لـ"نعيم الزهراوي" ج(6(
كتاب يوميات مطران "حمص" للروم الأرثوذكس للباحث "نهاد سمعان"
كتاب (حوارات في عالم الغيب) للأستاذ "إدوار الحشوة".

Last Updated ( Tuesday, 13 October 2009 14:06 )